سماء المشهد السياسي
المص
ري ملبّدة بالغيوم, ويرجع ذلك في الأساس إلى وجود مرتفع
جوّي ، شديد الإنحدار يقبع بداخله المجلس العسكري , وأسفل نقطة الإنحدار , من ناحية
الجنوب تكثر في هذه المنطقة فلول الحزب الوطني , والتي كانت قبل ذلك ذرات متناثرة ,
بحكم العاصفة الكبرى التي أطاحت بنقطة إرتكازها , ولقد سمح هدوء العاصفة لهذه
الفلول المتناثرة بالتوحد والتوحش من جديد . أمّا بالنسبة للعسكري بحكم تواجده في
المرتفع الجوي بعد العاصفة الكبرى , فإنه يحاول مستميتاً البقاء في هذه النقطة
لأطول فترة ممكنة , معتقداً أنه الآن فوق الجميع , وأن إختلاف الظواهر الطبيعية
تعمل كلها لصالحه , ومن ثم فالأمور كلها تحت السيطرة التامة كما يعتقد . ويعمل
العسكري طوال الوقت على هبوب رياح شمالية غربية مثيرة للشكوك من جهة , وعلى هبوب
رياح جنوبية شرقية مثيرة للسخط من جهة أخرى , من أجل تشكيل خلخلة هوائية شديدة
الإنحدار , تتسبب كثيراُ في ارتفاع عوامل المد والجذر , مما يؤدي إلى إرتفاع منسوب
بحار الغضب . كما أن تواجده في منحدر شديد يعمل على تجمع رياح شمالية شديدة البرودة
, ينجم عنها هطول أمطار غزيرة , تسقط على رأس شباب الثورة , المتواجد أسفل منطقة
المرتفع الجوي . ونلاحظ أن العسكري غائم نهاراً بشكل عام , والرطوبة المنبعثة منه
تصل إلى درجاتها القصوى بشكل غير معتاد , لاسيما في هذا الوقت من السنة .وعلى الرغم
من متاخمة الفلول له أسفل الإتجاه الجنوبي , إلّا أن رياحه لا تصل للفلول بتاتاً ,
مما يعطي لها مساحة كبيرة من النشاط وحرية الحركة يميناً ويساراً , وهذا يمكّنها من
العمل على إثارة رياح محملة بالغبار , ينجم عنها صعوبة الرؤيا مما يزيد من وقوع
حوادث الطرق , هذا فضلاً عن إنتشار الضباب الكثيف الذي يعمل على حجب الرؤيا ,
لاسيما في الساعات الأولى من صباح الثورة . ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن استمرار
العسكري داخل المرتفع الجوي سوف يؤدي إلى هبوب رياح عكسية منبعثة من أسفل إلى أعلى,
ضاربة حوله حزاماً رعدياُ من جميع الإتجاهات . والتي سوف ينجم عنها هطول أمطار
غزيرة على طول وعرض البلاد , مصحوبة بصواعق وسيول قد لا يحمد عُقباها
.
