: (أقوال في مجرى الأحوال) (1)
من نافلة القول التذكير بأن الثورات لها دائماً الوجهة
المضادة لها أو مايسمى بالثورة المضادة , وهذا ليس كلام مرسل, فالعلم يقول
لنا أن لكل فعل , رد فعل , مساو له في المقدار , مضاد له في الإتجاه .ومن هنا
يعتمد نجاح الثورة على الثوار , ومدى إستمرارية الروح الثورية المتمثلة في حتمية
إنجاز مهام الثورة , وذلك عن طريق وضع الأهداف التي من أجلها اندلعت الثورة
, موضع التنفيذ . وبالطبع لن يتأتى هذا دفعة واحدة , أو بين عشية وضحاها , ولكن
المهم أن يكون لدينا خطة طريق وبرنامج زمني , ومراحل لترجمة الشعارات والأهداف
الثورية . وهذه الأهداف لكي يتم لها النجاح لابد من تعبئة الجماهير صاحبة
المصلحة الحقيقية حولها .إن أعداء الثورة هم من يحاولون جر الجماهير إلى
المعارك الوهميه سواء عن طريق إشعال الفتنة الطائفية أو شن حملة عدائية ضد موبينيل
, وكأن الثورة أنجزت مهامها بإسقاط رأس النظام , ومن ثم على الجماهير أن
تنصرف إلى أمورها الحياتية , وكأن الثورة قد أنجزت ماقامت من أجله : عيش ..حرية
..عدالة إجتماعية
.
عادل
دعبس
adel00110@yahoo.com
adel00110@yahoo.com
أقوال في مجرى الأحوال (2 )
(أسمع كلامك أصدقك , أشوف أمورك أستعجب
) هذا المثل ينطبق حرفياً على المجلس العسكري . فكم أشجانا وأطربنا بأنه مع
الثورة قلباُ وقالباً , وقد بارك أهدافها النبيلة , وتعهد بحمايتها وتسديد خطاها ,
مما جعلنا جميعاً نمنحه ثقتنا بلا حدود .
مرت خمسة أشهر على تسلمه مقاليد الأمور ,
فماذا حقق من المطالب المشروعة وأولها وألف بائها , التطهير الشامل للمجتمع من كل
رموز العهد البائد وتفكيك بنية الفساد وقواعده في كل مؤسسات الدولة , فلا ثورة دون
تطهير , ولا بناء دون هدم . إن جماهير الشعب العظيم التى خرجت في الخامس والعشرين
من يناير للقضاء على الفساد والطغيان وإسقاط نظام القهر والعهر, عزلاء من أي سلاح
, في مواجهة أشرس منظومة بطش في المنطقة , مقدمه عن طيب خاطر أغلى ماتملك , دمها
وأرواحها عطاء وفداء, واضعة روحها على كفيها, لايرهبها بطش ,
تتصدى بلحمها وعظمها العاري للمصفحات
والمجنزرات وقنابل المولوتوف والرصاص الحي رافعة شعارها الخالد ( عيش ..
حرية.. عدالة إجتماعية)
لن تتراجع عن ثورتها , مهما كلفها الأمر.إن على المجلس العسكري أن يحسم موقفه , فالثورات لا تعرف أنصاف الحلول , فلا يعقل أن يكون مع الثورة , ومع النظام البائد في نفس الوقت . مبتسماً في وجه هذا وباشاً في وجه ذاك , وكأنه حكم بين فريقي كرة . إن الجماهير قد يمكن خداعها لبعض الوقت , ولكن لا يمكن خداعها طوال الوقت.إن الملايين التي خرجت في الثامن من يوليو مطالبة بسرعة تدارك تصحيح مسار الثورة في جميع أنحاء مصر, هي اليوم قد أخذت على عاتقها حماية ثورتها , فلا يمكن لكائن من كان أن يتلاعب بمقدراتها . وعليها الآن أن تأخذ مصيرها بيديها.
لن تتراجع عن ثورتها , مهما كلفها الأمر.إن على المجلس العسكري أن يحسم موقفه , فالثورات لا تعرف أنصاف الحلول , فلا يعقل أن يكون مع الثورة , ومع النظام البائد في نفس الوقت . مبتسماً في وجه هذا وباشاً في وجه ذاك , وكأنه حكم بين فريقي كرة . إن الجماهير قد يمكن خداعها لبعض الوقت , ولكن لا يمكن خداعها طوال الوقت.إن الملايين التي خرجت في الثامن من يوليو مطالبة بسرعة تدارك تصحيح مسار الثورة في جميع أنحاء مصر, هي اليوم قد أخذت على عاتقها حماية ثورتها , فلا يمكن لكائن من كان أن يتلاعب بمقدراتها . وعليها الآن أن تأخذ مصيرها بيديها.
ماحكّ جلدك مثل ظفرك , فتولى أنت جميع
أمرك .
عادل دعبس
adel00110@yahoo.com
أقوال في مجرى الأحوال (3)
أخيراً
ذهب عصر الحكام العرب الطغاة , وجاء عصر الجماهير الأحرار . نعم انطلقت الشرارة
الأولى من تونس , ثم أعقبتها مصر , وفي الطريق ليبيا وسوريا واليمن , وعلى نفس
المنوال بقية الأنظمة العربية . إنه الطوفان الثوري الذي سوف يقتلع كل تلك الانظمة
العفنه الخارجة على العصر والتاريخ . هاهي أنظمة القهر والعهر تتساقط كالذباب.
وهاهي رياح الثورة تكتسح الجهات الاربع , لاتعرف خطوط الطول ولا دوائر العرض , كل
ماتعرفه فقط التغيير الجذري ولا شئ آخر سواه . لقد توهم دهاقنة الفساد في مصر ,
وعملوا على تسويق هذا الوهم , بعد سقوط بن علي , أن مصر ليست تونس , ومازالت تتردد
تلك النغمة النشاز في أماكن أخرى , أن ليبيا ليست مصر ولا تونس ,وأن اليمن ليست
مصر ولا تونس , وقس على ذلك سوريا , وما سوف يتبعها من أنظمة . ونسى كل هؤلاء أنهم
عجينة واحدة , ومنظومة واحدة , بل ومدرسة واحدة في التخلف والقهر والفساد , ناهيك
عن تنافسهم وتسابقهم في هذا المضمار . العجيب أنهم أتفقوا على ألّا يتفقوا في كل
شئ فيه مصلحة الوطن , وتوحدوا واتحدوا فقط على قهر شعوبهم . والاجتماع الدوري
الوحيد الناجح بامتياز , كان اجتماع وزراء داخليتهم , من أجل تقاسم الخبرات في قهر
وإذلال الشعوب . إن مصيرهم واحد ولاشئ غيره , مزبلة التاريخ , ومصير الشعوب
العربية واحد ولا شئ غيرة , العزة والكرامة . إن الشعوب المقموعة سوف تستعيد
مصيرها بأيديها , إن لم يكن اليوم , فغداً .إنه عصر وربيع الثورات العربية , وهذه
المرّة الأولى في تاريخنا العربي , الذي تكتب فيه شعوبنا العربية تاريخها بأيديها
ودمائها .
عادل دعبس
Adel00110@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق